التاريخ والمستقبل !

إن واقع الأمم والدول لا يمكن مناقشته ودراسته بعيدا عن التاريخ , لأن التاريخ ليس ماضي ميت كما يظن البعض . ‘إنما  هو مؤثر قوي في رسم الحياة الحاضرة بمعتركاتها ونتائجها . ومن هذا المنطق عرف الدكتور الراحل جمال حمدان – رحمة الله عليه – التاريخ بأنه جغرافيا متحركة .

وعندما نتعامل مع التاريخ من هذا المنظور نجد أن الماضي حي مؤثر في المستقبل لكن غير متأثر به فهو في مرتبة الفاعل لا المفعول به , والحاضر هو بمثابة الماضي الذي ينخر في المستقبل ويتضخم كلما تقدم فيولد الديمومة التي نحيا في ظلالها , وبالتالي إذا أردنا معرفة ملامح المستقبل فعلينا الغوص في داخل محيطات التاريخ و بحاره حيث يتم من خلاله هضم الحاضر جيدا ثم رسم خارطة للمستقبل تكون قليلة الحيود عما سيحدث .